السبت، 21 فبراير 2009

أردوغان... شكراً


لم يكن غريباً ومفاجأً أن ينسحب رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي من قمة دافوس الاقتصادية ، فمنذ بداية العدوان وقضية غزة قضيته الأساسية ، وقضية كل الأتراك الذين هبوا في مظاهرات لم تشهد لها البلاد من قبل .
وقد يسأل سائل : لماذا كل هذا الاهتمام التركي والدور البارز في هذه المرحلة بالذات ؟...
نقول : إن قضية غزة خاصة وفلسطين بشكل عام أصبحت قضية كل الأحرار في هذا العالم ،فعلى مدار 60 عاماً والظلم لا يرحم أبناء فلسطين من تهجير، وتجويع، وتشريد، واغتيالات، وتجريف للأرض ...
أليسوا بشراً كبقية البشر !!!...
أليس من حق أطفالهم أن يناموا كما يفعل أطفال العالم ؟...
أوليس من حقهم أن يلعبوا ويكبروا أمام أعين امهاتهم أم أصبح هذا العالم لا يرحم .
نطق أردوغان بلسان كل عربي شريف وحر ..
بلسان الإنسانية الذي مل من الدور العربي البائس بما يخص قضية فلسطين .. والذي مل من الانتهاكات الإسرائيلية حتى أصبحت إسرائيل عبئاً لا يحتمل من منظومة العالم الحر .
نطق أردوغان عندما تجمد العالم كله لحظة انسحابه من الجلسة وهو يقول للحضور الذين صفقوا لبيريز : إنكم تصفقون لمن قتل الأطفال في غزة ، وتابع في اسطنبول كلامه عندما استقبله آلاف الأتراك الذين انتظروا وصوله رغم البرد : إن السكوت عن الظلم ظلم اكبر، فانا لست زعيم قبيلة إنني رئيس وزراء تركيا .
أليس من واجب كل عربي أن ينطق كما نطق أردوغان وشافيز وموراليس اللذين اثبتوا عروبتهم وإنسانيتهم أكثر من عرباننا .
هل كان يجب بقاء "الأمين العام لجامعة الدول العربية " وهو الأمين على قضايا العرب متجاهلاً ما قام به أردوغان في دافوس أم انه مات الضمير العربي وبموته تموت كل القضايا ..
هنيئاً لنا بك أردوغان ، هنيئاً لنا بكما تشافيز و موراليس فقد ماتت ضمائر حكامنا وولاة أمرنا .. وصلت ضمائرهم إلى حالة الجمود التي هي أسوا من الموت بمراحل ، وحقيقة الأمر هذه هي الكارثة الحقيقية وما سواها يبقى على الهامش .
ولكن لترتاح ضمائرنا نقول : إن العالم كله سيبقى على حافة الانهيار ما دامت قضية فلسطين من غير حل ، ومتى عدنا إلى تاريخنا العربي وتعلمنا منه واستخلصنا عبره نكون بذلك قد بدأنا برسم الطريق الذي يعيد كرامتنا وحقوقنا العربية التي ضاعت منا في غفلة من الزمن .

يا خير أمة أخرجت للناس


غريبة هذه الأمة بل أصبحت الغرابة في طبع حكامها ، اخترعنا صلاة لم يخطر في بال البارئ أننا سنصل لهذه الدرجة من الفرقة والضياع " صلاة الإجماع " أصبحت حقيقة مثل "صلاة الاستسقاء " و"صلاة الغائب" و " صلاة الخوف ".
نصلي ليجتمع حكامنا ويوقفوا نزيف أطفال ونساء وشيوخ غزة .
ألهذه الدرجة يستباح الدم العربي ؟... وحكامنا عاجزون حتى عن الاجتماع في قمة واحدة .
غريبة هذه الأمة ،صار عيب عليها أن تعود إلى تاريخها المضيء لتستلهم منه القدرة في الحاضر ، صار عيب أن تصنع من الحاضر الضائع مستقبلاً أفضل ، وصار عيب العيب أن تحقق لشعوبها حياة كريمة مستقرة آمنة كبقية خلق الله .
ألسنا خير امة أخرجت للناس ، ألسنا أحفاد خالد وصلاح وطارق بن زياد .
لكن السؤال ما الذي أوصل العرب إلى هذه الحالة من العجز والجمود عن نصرة أبناء غزة .
ما الذي أوصل جامعتنا العربية إلى هذه الحالة من الإحباط والترهل والتآكل والانقسام ؟.
لقد لعب الزمن لعبته بقراراتها وأصبحت بالية لا تتلاءم مع عظمة المأساة .
قد يمضي زمن طويل كما مضى قبل أن نتبين خيطنا الأبيض من خيطنا الأسود ولكن نرجوكم أن توقفوا ذبح أطفال غزة ، أن توقفوا صرخات امهاتهم ، فقد أسمعت أصواتهم من به صمم .
نقول لحكامنا: إن التاريخ لا يرحم ولا يغفر لأحد وان لعنة غزة وأهلها، ومساجدها، ومدارسها، وزيتونها ستبقى تطاردكم وان قضية فلسطين لا تحلها مفاوضات ومساومات ومبادرات بائسة ...
لا يحل وطن بديل ولا تحلها فكرة اسراطيل فلا مجال للعبثية مع قضية القضايا والحل يبقى...
برسم ضمائركم وعروبتكم يا خير امة أخرجت للناس .

الرجل الأسود في البيت الأبيض


إذا كان حقيقة أن الرئيس أوباما قد وصل إلى البيت الأبيض وهو لا يملك أي جديد بالنسبة إلى التغيير في الموقف الإسرائيلي، وانه كان يتوقع أن يأتي التغيير من الجانب العربي وبالأخص الفلسطيني .
إذا كان هذا صحيحاً فقد كان الرئيس الأميركي الجديد كمن يبني بيتا على الرمال وبالتالي سيكون انهياره بالسرعة التي تم فيها، وإذا كان هذا صحيحاً ، وإذا كان هذا الصحيح غير متوقع من رئيس غير متوقع في تاريخ أميركا فانه بذلك يكون قد أطلق رصاصة الرحمة الأخيرة على فرص تحقيق السلام في عهده، وبالتالي لا يمكن أن تكون اتصالاته بدول " الاعتدال " العربي جرت من اجل الاتصال فقط.
نشك في أن الإعداد والتوقيت كان جيدا لها وان كل نقاش فيها قد اعد بعناية...
شكرا أوباما .. شكرا على الوضوح والصراحة ...
شكرا أميركا ... وألف شكر على ديمقراطيتكم المزعومة ...